الحطاب والبلطة
زمان.. زمان قوى كان فيه رجل فقير وطيب كان شغال حطاب.. كان كل يوم الصبح ياخد بلطته وينزل الغابة الواسعة قوى ينقى شجرة من أشجارها ويقطعها.. ياخد خشبها يبيعه وياكل بثمنه..
فى يوم شجر الغابة قال :
إيه حكاية الحطاب دا.. هو كل يوم يقطع شجرة منا علشان ياكل.. طب إحنا إيه ذنبنا.. إحنا كدا هنخلص..
شجر الغابة فكر، وبعدين اتفق مع بعضه إنه يخبى بلطة الحطاب علشان يمكن ساعتها يقدر الحطاب الطيب يبطل شغل ويحتفظ الشجر بحياته، وفعلا الصبح الحطاب دخل الغابة وبلطته فى إيده ويادوبك حطها جنبه شجر الغابة جرى وبسرعة رمى أوراقه عليها.. الحطاب قعد يدور ويلف طول النهار، ولما الليل جه ورمى ظله على وشه روح بيته ونام من غير عشا.
الصبح رجع الغابة تانى يدَوَر، وفضل على الحالة ده وقت طويل... طويل.. طويل، والشجر ميت م الضحك عليه..
"أما حطاب طيب بصحيح.."..
كام سنة عدّت والحطاب مش لاقى البلطة.. يأس ولامات..؟.. ماحدش عارف لكن المهم إنه انقطع تماما عن الذهاب للغابة إللى كانت بتنمو وتتضخم وتتشابك أغصانها فى سرعة غريبة خلت كل شجرة تتخانق وتزق إللى جانبها علشان توسع لها مكان ليها ولفروعها الجديدة...
وبعدين لو زرتو الغابة دلوقتى ماتقدروش تحطوا رجليكم جواها.. مافيش مكان لشجرة جديدة.. آلاف من الشجر الوليد بيموت.. كل يوم الشجر الكبير يدفن عشرة وعشرين وثلاثين ويبكى - إللى ماتوا قبل ما يطولوا الشمس أو يترسم ضوئها على وشّهم - فتتبل الأرض مية، فتنمو فروع جديدة للشجر الكبير تمنع صورة الشمس من الوصول للأرض إللى تنكمش من البرد وتعفن.. يندم الشجر لأنه مش قادر يتنفس م الزحام ويتمنى لو يرجع تانى الحطاب إللى يأس أو مات ماحدش عارف..
عارفين المشكلة الحقيقية إللى بتواجه الشجر، إن الشجر نفسه نسى مكان البلطة -إللى دفنها فى تربته- الشئ الوحيد إللى ممكن يرفع عن الحطاب توب اليأس أو يحيه لو كان مات.
عاشقة الأدب قال:
ردحذفنوفمبر 4th, 2009 at 4 نوفمبر 2009 6:53 م
عجبتنى القصة جدا
لها معانى عميقة فعلا
شـ ـكـ ـر ا
اشكرك اختى عاشفة الادب .. واتمنى ان تنال دائما اعمالنا على تقديرك
ردحذفتحياتى
خالد حسان
ردحذفحكاية جميلة
http://www.facebook.com/notes/maher-tolba/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9/492305334162190?ref=notif¬if_t=like
اشكرك صديقنا خالد .. يسعدنا رايك كثيرا
ردحذفHoda Raschwan
ردحذفرائعه ...... هل ممكن نقول رب ضارة نافعه .... ولا اللوم كل اللوم على صانعى البلط
http://www.facebook.com/notes/maher-tolba/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9/492305334162190?comment_id=4870692&ref=notif¬if_t=note_comment
اشكرك جدا صديقتى العزيزة هدى .. القصة ممكن تطرح هذه النظرة بالتأكيد .. يسعدنى دائما مرورك وتعليقاتك الجميلة
ردحذفالسيد فهيم
ردحذففعلا ... الموتُ حياة .
http://www.facebook.com/notes/maher-tolba/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9/492305334162190?comment_id=4871877&ref=notif¬if_t=note_comment
صحيح صديقى السيد .. خالص ودى
ردحذفمحمد عسران محمد
ردحذففي قصه الحطاب والبلطة وهي قصه جميله معبره ويمكن لقارئها أن يخرج منها بفهم يختلف أو يتفق مع قارئ أخر. لكن مما لاشك فيه أنها جميعا أراء صحيحه وسليمه. بعدما قرأت القصه خرجت منها بأن المصالح المشتركة تفرض التّقارب بين الناس. الإنسان في جدليّة دائمه بين الجوار والانتماء. الإنسان منذ عهده بالحياة على كوكب الأرض يحاول إن يفهم من هو ومم يتكون وكيف ينمو جسمه وإدراكه وقدراته وكيف يحيا وكيف يموت ، وما صلته بالكون وأصبح لديه معرفة تراكمية عظيمة تبحث في هذا الأمر ولكنه كل ما تعرف على خاصة من خواصه أو حل لغز من غرائب هذا المخلوق العظيم تبين أنه يزداد جهلا بذاته فسبحان من خلق الإنسان . حاول العلماء على مر التاريخ أن يقدموا أجوبة تقترب أو تبتعد عن الوصول إلى فهم حقيقة التكوين الإنساني حيث كان الإنسان يحاول فهم ذاته من خلال المقارنة وإدراك الفروق بين النبات والحيوان الأبكم والإنسان وما يتميز به عن غيره من المخلوقات من نطق وعقل وإدراك وانفعالات وأنه يشعر بنفسه ويحس بوجوده ويدرك كل ما يعتريه من تغيرات نفسية وجسمية وعقلية ، ورغم ذلك ظل يعاني الإنسان ولا يزال من قصور أو تشويه في معرفة ذاته وأعتقد بأن الوصول إلى فهم حقيقي موضوعي جامع مانع لحقيقة هذا الإنسان ستبقى لغز في ملكوت الله سبحانه وتعالى مهما تقدمت العلوم .
الإنسان طيب الأصل والمتمثل في خلقة الأول في شخصية آدم عليه السلام والمكون من مصدرين ، أرضي ترابي مادي محسوس ، ومصدر روحي ، نفخة من روح الله . هذا التكوين المتباين آية من آيات الله سبحانه وتعلى حيث كانت النتيجة مخلوق يمشي منتصب القامة يفكر ويبحث عن خالقه ويميل إلى صفات الخير بطبعه ، فهو طيب الأصل نقى السجية سليم الفطرة قويم الكينونة . هذا المخلوق العجيب له صفات إيجابية وأخرى سلبية طارئة . الإنسان في بعض الثقافات بأنه متميز على غيره .
ومع قصتنا الجميله نجد تعاون الأشجار في محاوله الأحتفاظ بالنوع وحب الحياه تباحثوا في طريقه للحفاظ علي بقيه الأشجار وخرجوا بفكره أخفاء البلطه. وتكاثرت الأشجار لدرجه أنها منعت ضوء الشمس وكلنا نعرف باقي القصه لكاتبنا الموهوب. والنتيجه لنا نحن البشر أن نتواصل من أجل المصالح المشركه مادمنا فقدنا الحد الأدني من التفاهم. وهذا من نراه في حبيبتنا مصر بين النخب والساسه. أخيرا أحسنت أخونا ماهر ويسرني أن أناديك بالقصصي الذكي.
اشكرك اخونا محمد على رايك فى العمل والقراءة المقدمة
ردحذف